في قلب الأزمة الاقتصادية في لبنان، يتكشف صراع صامت. شيرين، مثل العديد من النساء في جميع أنحاء البلاد، لم تعد قادرة على تحمل تكاليف الفوط الصحية. ومع ارتفاع الأسعار، تلجأ إلى حلول مؤقتة، باستخدام حفاضات الأطفال أو قصاصات القماش لتنظيم الدورة الشهرية كل شهر. ولم تكن الخسائر مالية فحسب، بل عاطفية أيضًا، إذ عبرت شيرين عن إحباطها قائلة: "أفضل أن أتوقف عن الدورة الشهرية تمامًا".
وقد أدت الزيادة المذهلة التي بلغت 500 في المائة في أسعار الفوط الصحية منذ بدء الأزمة إلى ترك عشرات الآلاف من النساء في بحث يائس عن خيارات ميسورة التكلفة. وحتى الضروريات الأساسية مثل الفوط الصحية أصبحت من الكماليات، مما دفع النساء إلى حافة الهاوية.
شارك في مبادرات مثل دورتي، للتدخل لمعالجة الأزمة المتزايدة من خلال توفير منتجات الدورة الشهرية المجانية للمحتاجين. ومع ذلك، يستمر النضال مع تضاؤل التبرعات، مما يترك المنظمات تكافح من أجل تلبية الطلب.
لكن في خضم النضال هناك أمل. تعمل منظمات مثل WingWoman Egypt على تمكين النساء اللاجئات من إنشاء فوط صحية قابلة لإعادة الاستخدام، مما يوفر حلاً مستدامًا. من خلال القماش الملون والتصميم المبتكر، لا توفر هذه الفوط الراحة فحسب، بل توفر الكرامة أيضًا للمحتاجين.
بالنسبة للنساء مثل ريما علي، التي فرت من الحرب في سوريا، فإن ذكريات الصعوبات الماضية تتجدد بشكل مؤلم. ومع ذلك، هناك مرونة في صوتها وهي تتبنى فكرة الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام باعتبارها شريان الحياة وسط الأزمة.
إن الفقر خلال فترة الحيض في لبنان هو أزمة صامتة، وهي أزمة تتطلب الاهتمام والعمل. إنها دعوة لكسر حاجز الصمت، والتضامن مع نساء مثل شيرين وريما، وتمهيد الطريق لمستقبل لا تضطر فيه المرأة إلى الاختيار بين الكرامة والضرورة. انضمي إلينا في مكافحة فقر الدورة الشهرية. معا يمكننا إحداث فرق.